|
نشرت أسبوعية |
أحمد
رامي ضابط جيش سابق شارك في الانقلاب العسكري ضد الحسن الثاني/ مقيم بالسويد:
اسمحوا
لي
أن
أبصق
على
مجتمعنا
قبل الحكم على فؤاد عالي الهمة ينبغي أولا معرفة حجمه الحقيقي ومكانته، هل هو فاعل لذاته أو مدفوع لفعل ما أمر به؟
قبله كان رضا كديرة، زميل الحسن الثاني في الدراسة أيضا، وفؤاد عالي الهمة لم يأت بجديد، وليس سوى "كديرة" جديد أو بصري جديد – قديم، بطبعة منقحة تستجيب لروح العصر، إنه مكلف بمهمة لخدمة نظام أفرزه، كما أفرز العديد من أشباهه في قطاعات ومجالات أخرى.
فلا كديرة ولا البصري عقدا صفقة بل قاما بخدمة، لأن النظام لا يسمح ببروز "رجال دولة " بالمفهوم المتعارف عليه في العصر الحديث.
أول أمس جلست مع أصدقاء سويديين لمشاهدة التلفزة المغربية وهي تقدم وزراء حكومة عباس الفاسي الجديدة وهم يستقبلون من طرف الملك، وقد أحرجني الأصدقاء بكثرة الأسئلة بخصوص جملة من الطقوس التي بدت لهم متجاوزة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بـ "وزراء" و"حكومة".
ومهما يكن من أمر ففؤاد عالي الهمة لم يفرز المخزن بل أفرزه المخزن.
أوفقير اضطلع بنفس المهام التي يتولاها اليوم عالي الهمة، وأتذكر أنه قال يوما خلال اجتماع حضرته في بيته مع ضباط من الجيش: "إن المخزن يرى البلد بقرة حلوبا يراد منا أن نمسكها من قرونها بقوة حتى تتمكن طفيليات الداخل والخارج من حلبها في أمن وأمان".
من هنا يأتي مفهوم الأمن عند المخزن وخدامه من كديرة إلى الهمة، وفي جملتين بسيطتين يلخص أوفقير فيهما محنتنا من موقعه وفي زمنه، وهو يماثل في جزء منه موقع عالي الهمة اليوم.
ففي أحد الأيام سنة 1972، عندما كان أوفقير خارجا من بيته الكائن بالسويسي على متن سيارته، تبعته زوجته فاطمة تجري لتقول له إنه نسي أخذ مسدسه معه، فأجابها فورا: "لا تخافي.. لو كان هناك رجال في المغرب لقُتلت منذ مدة طويلة"!
ولتفسير
مهزلة فوز فؤاد عالي الهمة خلال الانتخابات الأخيرة، أسرد ما سبق وأن
قاله أوفقير في غضون فبراير 1972 عندما جلست معه في أحد مقاهي الرباط،
وكان كل من يتعرف عليه يهرول نحوه ليسجد له ويقبّل يده، فنظر إليّ
وقال: "ما دمت أستطيع أن أمشي في شوارع بلدي بحرية وأمن وأتمتع باحترام
الناس كرمز للنظام المخزني، فإن المغاربة لا يستحقون بعد الحرية"!!
(وكان الجنرال أوفقير تلك الفترة يحضر لعملية 16 غشت 1972).
لن يكون فؤاد عالي الهمة، إن حصل ذلك فعلا، أول من يؤسس حزبا أو جبهة تحت الطلب، فكل الأحزاب وقياداتها هي أصلا، مباشرة أو بشكل غير مباشر، صـنـيـعـة للأجهزة الأمنية ولوزارة الداخلية.
أما بخصوص المجال الإعلامي، فقد يخلق عالي الهمة منبرا أو قطبا إعلاميا، لكن ولو كانت الجرائد الحزبية هي الوحيدة الموجودة في المغرب لكان الوضع الإعلامي أكثر مأساوية، والظاهرة الإيجابية في هذا المجال في مغرب اليوم هي الصحافة الحرة المناضلة وثلة من الصحافيين الأحرار الذين تحاول جهات معلومة إسكاتهم.
لو كان المخزن وبيادقه أذكياء لاستفادوا من ذكاء وتجربة خوان كارلوس وحكمته، ونحن لا نطلب النجوم وإنما نسعى فقط لنكون مواطنين أحرارا في بلدنا.
نريد فقط أن نختار حكامنا ونحاسبهم، ونختار سياستنا الخارجية والداخلية ونغير القائمين على الأمور إن دعت الضرورة لذلك. لكن هؤلاء مازال يرعبهم الإصلاح والصحافة الحرة وصحوة المجتمع المدني.
ولا يسعني إلا أن أذكر ما سبق وأن قاله نزار قباني: "اسمحوا لي أن أبصق على مجتمعنا الحالي جملة وتفصيلا، عصر البغاء الذي يسمي نفسه شرفا، وعصر الانحدار الذي يسمى "استراتيجية"، وعصر الخنوع الذي يسمي نفسه حكمة، وعصر التنازلات والمساومات" حتى على شمس هذا الوطن وفروج نسائه. أحمد رامي |
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=3048
"المحنة التي تمر بها أمتنا هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن لادن"
"أحمد رامي لـ
"الخبر
رفضت العودة إلى المغرب
لغياب دولة القانون
التي تحفظ حق الحياة والأمن لكافة المواطنين