الخبر:
هل
تعتبر أن مرحلة الملك محمد السادس تمثل قطيعة مع عهد الملك الراحل الحسن
الثاني؟
أحمد رامي: المغرب تحت حكم
الحسن الثاني كان عبارة عن نظام طغياني إرهابي فاسد.
فالمعارضون كانوا يرمون في عالم
الزنازين المظلمة و التعذيب الوحشي
... فضلا عن أموال
الشعب التي سرقها الحسن الثاني في وقت
ساد فيه تفقيرالطبقات
الشعبية· وقد كانت الأنظمة الفرنسية سواء من اليمين أو اليسار تدعم مثل هذه
الممارسات· بعد وفاة والد الملك محمد السادس، طرح
سؤالا: لقد مات أكبر لص في
إفيقيا والعالم الإسلامي فهل سيستمر
الطغيان؟
والحقيقة المرة هي أن عهد محمد السادس
إستمرار لجوهر نظام
الحسن الثاني بدون الحسن الثاني.
ولكن بأسلوب آخر· فإنتقال
السلطة من الحسن الثاني إلى ابنه حضّرت بعناية فا
ئقة من طرف اليهود·
الخبر:
كيف تقييمون الإصلاحات والتحوّلات السياسية التي
يعرفها المغرب؟ ولماذا لم يعد أحمد رامي إلى المغرب على غرار معارضين آخرين؟
ما هي حدود دور الجيش، بعد التغييرات التي مست أبرز الوجوه من بينهم حميدو
لعنيقري والجنرال قاديري؟
أحمد رامي: رغم
خطب جميلة منافقة كتبها مستشارون يهود فإن محمد السادس،
في الواقع، يسير على نفس مسار والده وأجداده من الأسرة العلوية·
لقد بدأ الحسن الثاني، نفسه،
حكمه بوعود و بخطابات
تنويمية جميلة رنانة، ولكن في الواقع
كان كل ما قام به هو إقامة تدريجية لحكم فردي
طغياني لم يشهد له المغرب مثيلا من قبل·
أما "الانتخابات" التي جرت كانت كلها مزورة.
و"البرلمان" المنبثق عنها، لا يمثل شعبنا.
و"الأحزاب" الصورية التي أفرزها هدا النظام الممسوخ
ليست سوى ديكورا وواجهة
للتمويه و لتجميل وجه النظام القبيح·
فالملك يحتفظ بكافة السلطات "السيادية"
في لدولة:
كالدفاع والداخلية والشؤون الخارجية
والإعلام الخ··· ولم يترك للحكومة
والبرلمان المزور أصلا
سوى صلاحيات شكلية. بل
أن "الوزير الأول" - الدي عين بعد الإنتخابات - لم يختره
الملك من الحزب "الفائز" في الانتخابات،
بل من عبيده المباشرين·
أما الطبقة السياسية التي سمح لها بالوجود
و بالتحرك سياسيا فهي عبارة عن طفيليات وحثالات
فاسدة و أوساخ عفنة أفرزها النظام الفاسد و
تم تدجينها تماما مند عهد الحسن الثاني·
وعليه فإننا نستمر في الدوران
في حلقة مفرغة: نورث - كما تورث البهائم - من ملك
لإبنه·
إن النظام العلوي
القائم يستمد "شرعيته"
من اليهود و الإستعمار و من إسرائل و يستقوي علينا بالأجنبي وليست له أية
شرعية ولا يعبر عن إرادة شعبنا بقدر ما
يمثل مصالح القوى اليهودية
المحتلة و المسيطرة و القوى الدولية
المتصهينة الأخرى·
إننا في حاجة إلى نظام ديمقراطي
شرعي منتخب مباشرة من طرف الشعب؛
والديمقراطية لا يمكن أن
تتعايش مع نظامنا
الطغياني أو تنبثق عنه أبدا.
إن نضام توريث الحكم الملكي الإقطاعي بني أساسا
على مبدأ جاهلي بال
تجاوزه الدهر·
إن الملكية، حتى - ولوتموهت
بالـ "دستورية" - مرفوضة إطلاقا، لأنها
تتعارض كلية مع روح
الإسلام والديمقراطية والحرية والكرامة وقيم
هدا العصر·
فالحكم وتداول السلطة والشرعية
هي أمور ينبغي حتميا أن يكون مصدرها الوحيد هو الشعب و غيرقابلة لتملكها أو
تداولها أو نقلها بالتوريث·
هدا بالإضافة إلى أننا بحاجة
ماسة و عاجلة إلى ثورة حقيقية شاملة:
اقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية، كما ذكرت في
رسالتة بعثتها إلى الملك محمد السادس،
حيث كتبت له:
''... أن الأزمات الاجتماعية باتت أولوية
الأولويات· لأنه في كـنـفها لم يـعـد ثمة فـائـدة تـرتجى من أي إجراءات
ديمقراطية، أو محاولات لتوسيع المشاركة الشعبية وتفعيل المجتمع المدني· ولذلك
فلا بد من البدء بإصلاح هذه الأوضاع، إصلاحا جذريا ينحو منحى الـثـورة
لـتـغـيـيـر الخريطة الاجتماعية وتعديل تضاريسها وتشكيلاتها، وتقليص الفجوة
الطبقية، ومكافحة الفساد، وإعادة بناء الأواصر التي تربط بين المواطن وبلده
وبين الحاكم والمحكوم، وبين الإدارة والمجتمع، وبين الفئات الاجتماعية بعضها
ببعض·· كل ذلك قبل إجراء انـتخابات، أو إصدار تشريعات جديدة لتنظيم الممارسات
والأنشطة النقابية والبلدية والمحلية والحزبية والديمقراطية··· الخ·
لقد أدت الرزايا السابقة لتحويل الشعب المغربي إلى أسراب من المهاجرين،
وأمواج من اللاجئين الباحثين عن أي بلد آخر ليعيشوا فيه متخلين عن جـذورهم
وانتمائهم في وطنهم الأصلي· ولا يعقل أن تصبح صورة الشباب المغربي ـ الذي
يشكل ثلاثة أرباع إجمالي سكانه ـ على ذلـك الـنحو·''
أما لماذا لم أعد إلى المغرب بعد وفاة الحسن الثاني، فإنه راجع
لإعتقادي بأنه لا يوجد
بعد في المغرب ديمقراطية وحرية - ودولة
حق و قانون - تضمن الحق في الحياة والأمن
والكرامة لكافة المواطنين·
رغم الدعاية والمظاهر المظللة،
فان المغرب - كفلسطين - لا يزال سجنا
كبيرا لا يسمح فيه للشعب إلا بما يسمح فيه للسجناء داخل
سجنهم· الحاكم الفردي الطغياني في المغرب لا يسمح
لشعبنا إلا بما تسمح به إسرائيل "للسلطة
الفلسطينية"، أي إدارةإدارة داخلية للحياة الأمنية
داخل السجن الكبير و ضمان الأمن للإحتلال مع بقاء كل السلطات السيادية في يد
إسرئيل المحتلة وعملائها.
لقد قام الملك محمد السادس بإطلاق سراح عدد من السجناء لتعويضهم
بسجناء آخرين·
ولا زالت هي هي نفس القوى الخارجية - و عملاءها في
الداخل - التي المسيطرة بالقوة بلا منازع.
أما الجنرال لعنيقري وقاديري، إضافة إلى ادريس البصري
و غيرهم من عبيد النضام العلوي، فليسوا و لم
يكونوا أبدا بسياسيين أو برجال دولة، بل كانوا
مجرد بيادقة وعبيد عملاء منفذين لإرادة و قرارات
سيدهم· وهذه الخاصية هي التي أهلتهم لخدمة
المخزن و لم يكن لهم
أي نفوذ على الجيش·
أما عن الجيش نفسه،
فبعد محاولتي الانقلابين
لسنتي 1971 و1972، وبعد مقتل الجنرال دليمي، فإن النظام لم يعد يثق في الجيش·
لذلك تم إضعافه وإفساده و تشديد
المراقبة إستخباراتيا و أمنيا عليه·
ومن المؤكد - على كل - أن
العنصر الإنساني الدي
يتكون منه الجيش، سواء في المغرب أو
في الجزائر أو في تركيا،
ليس منفصلاعن الشعب. وتتواجد
و تتمثل فيه بالتأكيد نفس التيارات السياسية والأيديولوجية
و الدينية التي يتكون منها
المجتمع ككل·
الخبر:
طرحتم في كتاباتكم سؤالا حول من
يحكم المغرب ، هل توصلتم إلى نتيجة؟
أحمد رامي: منذ
إستيلاء النظام العلوي على الحكم
في المغرب - بمساعدة القوى الاستعمارية
- فان الأجانب هم الذين
يحكمون فعليا البلاد بصورة مباشرة أو غير مباشرة·
ولم نعرف إلا تداولا فعليا
واحدا على السلطة: و
هو تداول من الاستعمار إلى الاستعمار الجديد.
فحينما شعرأجداد الملك الحالي
العلويين
بخطر الثورة الشعبية - في 1911
عامي و 1912 - أستقووا
بالأجنبي و إستنجدوا بالقوات الفرنسية الغازية لحمايتهم· ومن هنا جاءت
تسمية ''الحماية'' للإحتلال الفرنسي للمغرب.
بعد مقاومة شعبية دامت
أكثر من 40 عاما، إضطر
الإستعمار عام 1956 للإستعانة
بالعلويين لتبادل مخجل للحماية
حيث قدموا لنا محمد الخامس كحصان طروادة لإجهاض
الإستقلال و المقاومة.
و ها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد. لقد نجح
اليهود أمس في تقسيم العالم العربي الإسلامي إلى
كيانات صغيرة، و هاهم اليوم
يهدفون مجددا
إلى تقسيم المقسم إلى دويلات وكيانات مجهرية سهلة
التلاعب بها وإفتراسها·
الخبر:
كيف تقرأون قرار الأمير مولاي الرشيد مغادرة المغرب؟ وماذا عن مواقف الأمير
مولاي هشام ومواقف وزير الداخلية السابق ادريس البصري ؟
أحمد رامي: النظام
الملكي - مبدءا و مضمونا و شكلا - مرفوض و عار على بلدنا
و يشكل عقبة حقيقية في
طريق الحرية والديمقراطية والكرامة·
رشيد وهشام ينتميان لنفس
هدا النظام العفن والفاسد·
لكن اليهود و إسرائيل الآن
ربما يخططون لصنع حصان طروادة جديد لتجديد شباب
ملكيتهم في المغرب. وهم يحاولون بدون شك تهيء
أمير جديد
وصديق
لليهودي بيرنار كوشنير كبديل
للعب دور حصان طروادة جديد في هدا العصر اليهودي الرديء عصر دحلان و عباس و
كرزاي و علاوي و الحريري و سنيورا.
أما البصري فإنه لم يكن سوى كلب حراسة عند سيده.
والأهم ليس من يحكم البلاد، بل كيف يحكم.
إن الديمقراطية والحرية يجب أن يعرفا
- لا كمضمون
- بل كمنهج؛ أي كقواعد
للعبة الديمقراطية محددة بدستور يصاغ من قبل مجلس تأسيسي منتخب بصورة حرة
ومباشرة من قبل الشعب·
و ينبغي أن يبقى مضمون
البرامج السياسية والإيديولوجية للأحزاب و
الحكومات مفتوحا للتغيرات
والنقاشات والاختيارات الديمقراطية،
تماشيا مع تغيرات و حاجيات الزمن والأجيال والأقاليم ليختار
و يغييرالمواطنون بحرية من خلال انتخابات
حرة ما يريدون من بين ما يعرض عليهم في الإنتخابات من
برامج وأفكار.
الخبر:
عودة إلى الوراء·· هل ندمتم على
مشاركتكم في محاولتي الانقلاب ضد العاهل المغربي الملك الراحل الحسن الثاني
خاصة؟
أحمد رامي: كل
ما ندمت عليه اليوم هو أنني لم أنجح في قلب النظام ولم أستطع القيام بالمزيد
من أجل الحرية وكرامة شعبنا· فقبل إلتحاقي
بالأكاديمية العسكرية بمكناس في 1966 لأصبح ضابطا، كنت نشطا في صفوف الحركة
الناصرية ·
وحينما كنت أستاذا في ثانوية محمد الخامس وفاطمة
الزهراء بالدار البيضاء - ما بين 1963 و1965
- تم إعتقالي عدة مرات
وتعرضت للتعذيب لأنني تظاهرت ضد النظام الملكي·
وبالتالي فإن هدفي الأساسي الذي كان سريا
عندما أصبحت ضابطا لم يكن
إحتراف المهنة العسكرية بقدر ما كان
لمحاولة قلب النظام الملكي·
الخبر:
تركزون على الدور اليهودي في صناعة القرار ، ولكن هنالك من يعتبر أن ذلك
مبالغ فيه · فما رأيكم في ذلك ؟ والى أي مدى ينطبق ذلك في المغرب؟
أحمد رامي: حينما
كنت في المغرب كان بإمكاني
انتقاد كل شيء إلا الذي بيده السلطة الفعلية، أي الطاغية
الملك· وحينما وصلت إلى السويد اكتشفت بأنه بالإمكان أيضا
انتقاد كل شيء إلا من بيدهم
السلطة الفعلية, أي اليهود الطغاة.
فخلال عملية استنطاق أمام الشرطة بالدار البيضاء عام 1964 حينما
تظاهرت ضد الملك، قال لي أحد ضباط الشرطة ''هل
تعتقد نفسك في السويد؟''
هنا في الغرب حرية
التعبير منصوص عليها - على
الورق - في الدساتير والقوانين، لكن الناس يخافون
من ممارستها بسبب وجود إرهاب فكري و سياسي يهودي، لأن هناك قوانين يهودية غير
مكتوبة سائدة فعليا و تعطل حرية التعبير
في كل ما يتعلق بنقد أو معارضة الصهيونية و اليهودية و إسرائيل.
هناك في الغرب من يدافعون عن حرية التعبير
دون تكون عندهم الجرأة على ممارستها
خوفا أوجبنا و يفضلون ممارسة الرقابة الداتية.
كل ما قمت به - بعد وصولي إلى السويد لاجئا - و
أدى بي إلى ستة شهور سجنا - هو، و بكل بساطة، أني تجرأت على ممارست حقي
الإنساني الديمقراطي في التعبير حتى في المواضيع المحرمة يهوديا
... وسميت القط قطا.
في إطارالإنتفاضة والمقاومة الإعلامية أسست إذاعة
"راديو إسلام" في
السويد. و بسبب إنتقاداتي لإسرائيل
في إذاعتي-
بلغات أخرى غير العربية
- وردود فعل وضغوط اليهود لإسكاتي، حكم علي بستة أشهر
سجنا بتهمة "عدم إحترام الشعب اليهودي"!!
أما عن دور المستشارين اليهود للملك
محمد السادس، فينبغي
التذكير بأن جل التوجهات السياسية والقرارات
وخطابات الملك تحضر بعناية و
تقرر كلها - إما بشكل مباشر أو غير مباشر -
من طرف اليهودي أندري أزولاي
وهو عميل للمساد· وقد أوردت مجلة جون أفريك
أخيرا - خلال
زيارة الملك لفرنسا - بأن محمد
السادس أعاد في المساء نفس الخطاب الذي قدمه أندري أزولاي في ندوة
صحافية له في الصباح·
هدا اليهودي الصهيوني الوقح حدث أن لم يرقه يوما برنامج أذيع
في التلفزة المغربية، فإذا به في اليوم التالي
يأتي بنفسه لدار التلفزة ليفصل في عين المكان المسئولين عن البرنامج عن عملهم
و يعين فورا مكانهم آخرين.
الخبر:
يشهد المغرب بروز تنظيمات مسلحة
وأحداثا دامية، ما هي قراءتكم لهذه الأحداث؟
أحمد رامي: حينما
تغيب الديمقراطية، ويفتقر النظام للشرعية الشعبية، وحينما تتصرف
الدولة في البلد كقوة محتلة وتتعامل
مع المواطنين بردود أفعال أمنية، فسينشاء
تلقائيا عند المواطنين شعور بالإحتلال
مما يفرز بالتالي حاجة
المقاومة·
إن الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي
في المغرب ينذر بالانفجار في أية لحظة ولا ينقصه
سوى الصاعق· والمسؤولون عن هدا الوضع الماساوي
الخطير هم من تسببوا في إيجاد مثل هذه الظروف·
فالمنفذون لتفجيرات 11 مارس لم يكونوا أنفسهم
سوى صواعق وضحايا·
لو سادت في السويد نفس ظروفنا
لواجهت فعلا نفس المشاكل التي
نعانيها اليوم· إذن ما عشناه في الدار البيضاء في 11 مارس 2007 لم
يكن إلا أعراضا من بين أعراض أخرى للأزمة الخطيرة
التي تعاني منها.
وبدلا من معالجة موطن
الداء الحقيقي فإن السلطة
الحاكمة - وهي الداء الحقيقي - تحاول
إستغلال الحادث لتحويل
الأنظار عنه إلى قشور المشاكل·
إن أمتنا الإسلامية تتعرض
اليوم و بإستمرار للعدوان
والإذلال و المهانة والهيمنة
و الغطرسة والاحتلال اليهودي، في وقت تعاني
فيه شعوبنا الظلم والعنف من قبل
طغاة و ديكتاتوريات في خدمة الأعداء·
نحن محتلون في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان والصومال، بينما بقية
شعوبنا تعيش في سجون
كبيرة تسمى "دول"ا·
نحن محتلون سياسيا و ثقافيا
وعسكريا·
والمشكل يكمن في الأنظمة
الطغيانية الفاسدة التي تجثم بكل ثقلها على حياتنا
و أنفاسنا وعقولنا ومصائرنا.
أمام هذا الوضع المسدود والمحبط، فإن
شعوبنا لم تعد ترى
أملا أو مخرجا أو
وسيلة ديمقراطية متحضرة للتغيير نحو مستقبل أفضل.
و لم يعد أمامها
إلا المقاومة بكل الوسئل
الأخرى المتاحة·
فهذه الأنظمة تمارس إرهابا
حقيقيا ضد شعوبنا المغلوبة
على أمرها·
وما يدهش أكثر هو غياب
روح المقاومة والتحدي لذى مجتمعاتنا
و شعوبنا·
في غياب الحرية و الكرامة، فإن مجتمعاتنا
و شعوبنا أضحت جثة هامدة
لا تشعر بالألم· أما في الإعلام الخاضع لهذه
الأنظمة، فإنها تنشر و تعمم نفاقا
سخيفا يصور ويرى العالم على غير حقيقتة·
الخبر:
ما هي قراءتكم لكتاب ''ضباط صاحب الجلالة'' من أن قادة في الجيش المغربي
استغلوا مرحلة من مراحل الحرب في الصحراء لمضاعفة نشاطاتهم في تجارة السلاح
والمخدرات؟
أحمد رامي: عندما
كنت ضابطا في صفوف الجيش كنت شاهدا مباشرا على الفساد
العام الذي كان سائدا
في أوساط الضباط السامين المقربين من الملك الذي
يحاول إرشاء و شراء الضباط الكبار بإعطائهم إمتيازات
خيالية وتشجيعهم على اللصوصية و سرقة الأموال العا مة. في
كلية الأركان العامة
بالقنيطرة كانت هنالك
دفعة خاصة من أربعين ضابطا ساميا كان
يطلق عليها في الجيش اسم ''دفعة علي بابا''.
للحقيقة - ينبغي القول أيضا أنه كان هناك
رجال في الجيش من الجندي البسيط إلى الضباط الكبار
من كان لا يزال يحتفظ بالضمير
ولنزاهة الفكرية والشرف مما دفع
بعضم إلى الثورة ضد هذا
النظام الفاسد عندما
إكتشفوا ما شاهدوه عن قرب من مظاهر الإنحطاط
الأخلاقي والرشوة والفساد: كل ذلك
كان الفتيلة الحقيقية التي أشعلت إنتفاضتا ثورة
التمرد العسكرية للصخيرات
عام 1971 ولـ 16 أوت,أغسطس
1972 ، و التي شاركت فيها
تعبيراعن سخطنا ضد
الفساد والطغيان و تبديد ثروات
شعبنا.
على عكس ما في الغرب مثلا، فإن المغرب لا
يعرف عمليات السطو المسلح ضد البنوك.
لأن اللصوص الكبار يدركون بأن مصدر
الثراء السريع و الوحيد في المغرب هو العمل في
خدمة المخزن العلوي. ربما لو ولد الحسن الثاني نفسه - أو أجداده العلويين
- في أوروبا لتخصصوا ، كمجرمين في السطو على المصارف.
الخبر:
ألا تعتبرون بأن المملكة المغربية
تتأثر بالنفوذ الفرنسي، وقد سبق أن ذكرتم في عهد الملك الراحل بأنها ''دمية''
في أيدي الفرنسيين؟
أحمد رامي: تحت الاحتلال الفرنسي
وبعد 20 سنة من الحروب الاستعمارية و45 سنة من المقاومة الشعبية، نرى بأن
الاستقلال أجهض سنة 1956 فالاستقلال لم ينتقل إلى
المقاومين أو إلى الشعب بل
إنتقل إلى الخونة و اللصوص لنعيش
من جديد في نوع أخبث من الإحتلال
... الجديد· هذه المرة
نعيش فيها تحت الإحتلال "الملكي"
الحامي للمصالح اليهودية و الصهيونية والإستعمارية.
ففي الـ45 عاما من الإستعمار
المباشر توفر لذا اليهود الوقت الكافي
لتكوين إطاراتها - من عملائها في الداخل - في
المجالات الأمنية والعسكرية والثقافية والإعلامية والسياسية لتسيير وحماية
عهد الاستعمار الجديد· فالعسكريون الذين كونوا نواة الجيش
الملكي كانوا مرتزقة في الجيش الفرنسي. فقد خدموا في جيوش الاحتلال
الأجنبي وخاضوا حروب قمع الشعوب المقاومة في الهند
الصينية وألمانيا وايطاليا والفيتنام· وقد كان للاستعمارالقديم
ولليهود الوقت الكافي لتكوين في مدارسه
ترسانة من الأطر المسلحة اليوم بكل عوامل
التخريب والتقسيم والتمزيق الثقافي
والسياسي لضرب نظامنا المناعي·
(أجرى
الحوار: حفيظ صواليلي و
محمد بغالي)
|